معاينة

حادث أوبر المميت ومستقبل السيارات الذاتية القيادة

حادث أوبر المميت ومستقبل السيارات الذاتية القيادة

في حادثة مميتة تعتبر الأولى من نوعها تكون سيارة ذاتية القيادة طرفا فيها، توفيت الأحد الماضي امرأة في ولاية أريزونا الأميركية بعدما دعستها سيارة لشركة أوبر، وهو ما أثار تساؤلات جديدة بشأن مستقبل السيارات الذاتية القيادة، بانتظار أن يتوصل المحققون إلى أسباب الحادث.

ووفقا للتقارير المحلية فإن المرأة -وتدعى إليان هيرزبيرغ (49 عاما)- كانت تعبر الشارع ومعها دراجتها الهوائية خارج ممر المشاة نحو الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، عندما صدمتها سيارة أوبر الذاتية القيادة.

وقالت السلطات التي تتولى التحقيق في الحادث إن سائقا احتياطيا كان موجودا في السيارة وقت الحادث، وتشير التقارير الأولية إلى أن السيارة كانت في وضعية القيادة الذاتية عندما صدمت المرأة.

ونتيجة لهذا الحادث أعلنت أوبر عن تعليق تجارب سياراتها الذاتية القيادة في كافة الأماكن التي تجري فيها اختباراتها، وتشمل فونيكس وسان فرانسيسكو وبيطرسبيرغ وتورنتو.

ويقول محللون يتابعون تطور السيارات الذاتية القيادة إن ما سيحدث لاحقا يعتمد على النتائج التي سيتوصل إليها التحقيق في الحادث.

تساؤلات

تقول سوزان بيردسلي المحللة البارزة في مجال النقل الذكي في شركة “أي بي آي ريسيرتش” إن الكثير سيتوقف على ما إذا كانت سيارة أوبر في وضع القيادة الذاتية، وإذا كان الأمر كذلك “فما الذي منع السائق البشري من السيطرة على السيارة؟”.

وتوجد المنطقة التي وقع فيها الحادث في مدينة مأهولة بالسكان، وليست منطقة نائية أو ريفية بحسب بيردسلي، ولذا فإن من المرجح أن يرغب المحققون في البحث في كيفية أداء أجهزة استشعار السيارة وخوارزميات تعلم الآلة فيها وقت وقوع الحادث.

بدوره قال ديريك فيتا المحلل الكبير في شركة “إستراتيجي أناليتكس”، إن الآثار المترتبة على الحادث المميت ستتوقف على الكيفية التي ستتصرف فيها أوبر، باعتبار أنه كان يوجد سائق احتياطي في السيارة وقت وقوع الحادث.

وأضاف أن شركة جنرال موتورز ألقت باللائمة على السائق في سيارتها الذاتية القيادة في حادث اصطدام بسيارة متوقفة وقع قبل عامين في سان فرانسيسكو.

وقد يكون لهذا الحادث المميت آثار تتجاوز مجرد أسطول أوبر من السيارات الذاتية القيادة، فشركة وايمو -التابعة لشركة ألفابت (الشركة الأم لغوغل)- تجري أيضا اختبارات سيارات ذاتية القيادة في أريزونا، وكان من المقرر أن تبدأ اختبار سيارات ذاتية القيادة بدون سائق احتياطي في وقت لاحق من هذا العام.

وتساءلت بيردسلي عما إن كانت ستظل وايمو عند قرارها باختبار سيارات دون سائق خلف المقود في عام 2018، وخمنت أن الشركة ستكون حذرة وتواصل جمع البيانات قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدما.

من ناحيته يرى فيتا أن علينا الانتظار لرؤية ما إن كان هذا الحادث المميت سيغير تصور الناس عن السيارات الذاتية القيادة، “فالمستهلكون مترددون بالفعل ولا يثقون كثيرا بتقنية القيادة الذاتية”، وأضاف أنه “بعد أن تردّ أوبر رسميا سنرى من سيتلقى الضربة الكبرى: السيارات الذاتية القيادة بشكل عام، أم أوبر”.

كما أن طريقة تفاعل الحكومة -سواء على المستوى الاتحادي أو مستوى الولاية- مع هذا الحادث المميت ستظل مسألة مفتوحة، فولاية أريزونا اتخذت في السابق “منهجا منفتحا للأعمال التجارية” نحو اختبار السيارات الذاتية القيادة، وفقا لفيتا، وعلى المستوى الاتحادي فإن الإدارة الحالية أعربت عن موقف مؤيد لهذه التجارب أيضا، ومن المثير للاهتمام معرفة ما إن كانت تلك المواقف ستتغير بعد هذا الحادث.

Exit mobile version